حمدى رزق

حدث فى «طوخ الأقلام» 

الأحد، 18 نوفمبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صورة محافظ الدقهلية الدكتور كمال شاروبيم، وهو يجلس فى الصف الأول بالمسجد منصتاً إلى تلاوة القرآن قبل الصلاة، ومستمعاً إلى بعض من خطبة الجمعة التى ألقاها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ثم انتظاره حتى انتهاء الصلاة، ويرافق الوزير فى افتتاح مسجد «الصحابة» بقرية «طوخ الأقلام» بمركز السنبلاوين، ويبارك ويهنئ إخوته المسلمين بافتتاح المسجد، صورة مصرية خالصة، صورة الرقى والتسامح الذى يعبر تماماً عن مصر الطيبة تعبيراً شعبياً رائعاً.
 
صورة بألف مقال، وبألف خطبة، وبألف مقدمة فضائية زاعقة بالوحدة الوطنية، صورة يعجز عن وصفها القلم السيال، المسيحيون يبدعون فى حب المسلمين، ويرسمون لوحات بحبر القلب، مثل هذه الصور الراقية كانت قد اختفت تحت ركام العصبية والطائفية التى غطت الوجوه المصرية السمحة الأصيلة بهبوب جاهلى صحراوى سقيم.
 
صور راقية لا تراها إلا فى أفلام «الأبيض والأسود»، أيام «حسن ومرقص وكوهين»، عادت اللوحة المصرية الجميلة تنير الوجوه بألوانها الطبيعية، لوحة تبرهن على المحبة والسماحة وترد غائلة المتطرفين وتمنع أذاهم وتجسد ما ينكره المرجفون من وحدة وطنية هى عنوان عريض لمصر المحروسة بعناية الله وحوله وقوته.
 
شاروبيم فى الدقهلية، ومنال ميخائيل فى دمياط نماذج باهرة للرقى، السيسى يحسن اختيار محافظيه، محافظون على المعنى الكامن فى أعماق الوطن، الدين لله والوطن للجميع، المسيحيون يضربون أروع الأمثلة، طوبى للساعين إلى الخير، يقيناً المحافظ شاروبيم احتل مكاناً طيباً فى قلوب المسلمين، كانت جد مفاجأة سارة أعدها محافظ الدقهلية لإخوته الرسالة حُرّرت فى السنبلاوين ووصلت إلى عموم بر مصر، رسالة بعلم الوصول، رسالة حب، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.
 
المسيحيون فرحون بافتتاح المسجد، ويصطفون بعد صلاة الجمعة ليباركوا افتتاح بيت من بيوت الله يذكر فيها اسمه سبحانه من بذر المحبة فى القلوب، نفسى ومنى عينى يصطف المسلمون يوم افتتاح كنيسة يباركون ويهنئون إخوتهم، وينثرون الورود على الرؤوس، قريباً فى العاصمة الإدارية الجديدة إن شاء الله.
افتتاح مسجد مثل افتتاح كنيسة، بيوت الله، الفطرة الطبيعية للشعب المصرى سليمة وتعبر عن نفسها بمئات الصور الرائعة، ومنها الصورة فى صحن مسجد الصحابة، لماذا، إذن، تتصدر صور الجفوة والرفض والعنف والتفجير والتهديم الشاشة، لماذا تهيمن طيور الظلام على الصورة، لماذا تتصدر وجوه البغضاء المشهد، لماذا يشوهون وجه مصر الطيب؟..
 
الطيبون دوماً حاضرون، ويستلزم تكثيف الحضور والظهور، مقارنة ما جرى فى «قرى المنيا» بما جرى بقرية طوخ الأقلام، يبرهن على أن ما يجرى هناك فى الصعيد مخطط وممنهج لإشعال فتنة، أياد آثمة تعبث هناك، ليت إخوتنا الطيبين فى قرى المنيا يستوعبون ما خطته قرية طوخ الأقلام فى محافظة المواطنة الحقة «الدقهلية».
 
مسيحيو مصر يعلمون أن لهم فى القلب مكاناً، فاحتلوه بطيب صنيعهم، ومسلمو طوخ الأقلام فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم ليسكن فيها شاروبيم المحافظ المحبوب، هذا الذى جرى فى طوخ الأقلام يجب أن يترجم إلى منهج مصرى متكامل فى السماحة والتعايش بين الأديان.
أحب للناس ما تحبه لنفسك، ابن لأخيك مكاناً للصلاة كما تحب أن تصلى، لا تمنعه من صلاة، الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أفسح فى مسجده الشريف مكاناً لصلاة «نصارى نجران»، صل ودع أخاك يصلى لا تضيق عليه فى الطرقات، طيّب خاطره، الوطن يسع الجميع، والأرض تتسع لألف مسجد وألف كنيسة، الدين لله والوطن للجميع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة